كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عثمان بن أبي حاضر، أن ابن عباس رضي الله عنهما ذكر له أن معاوية بن أبي سفيان قرأ الآية في سورة الكهف {تغرب في عين حامية} قال ابن عباس رضي الله عنهما: فقلت لمعاوية رضي الله عنه: ما نقرؤها إلا {حمئة} فسأل معاوية عبدالله بن عمرو: كيف تقرؤها؟ فقال عبدالله: كما قرأتها. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فقلت لمعاوية: في بيتي نزل القرآن، فأرسل إلى كعب فقال له: أين تجد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال له كعب رضي الله عنه: سل أهل العربية فإنهم أعلم بها، وأما أنا فإني أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين- وأشار بيده إلى المغرب-.
قال ابن أبي حاضر رضي الله عنه: لو أني عندكما أيدتك بكلام وتزداد به بصيرة في {حمئة}. قال ابن عباس: وما هو؟ قلت: فيما نأثر قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين في كلفه بالعلم وإتباعه إياه:
قد كان ذو القرنين عمرو مسلمًا ** ملكًا تدين له الملوك وتحسد

فأتى المشارق والمغارب يبتغي ** أسباب ملك من حكيم مرشد

فرأى مغيب الشمس عند غروبها ** في عين ذي خلب وثاط حرمد

فقال ابن عباس: ما الخلب؟ قلت: الطين بكلامهم. قال: فما الثاط؟ قلت: الحمأة. قال: فما الحرمد؟ قلت: الأسود. فدعا ابن عباس رضي الله عنهما غلامًا فقال له: اكتب ما يقول هذا الرجل.
وأخرج الترمذي وابن جرير وابن مردويه، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {في عين حمئة}. وأخرج الحاكم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: {في عين حمئة}.
وأخرج الحافظ عبد الغني بن سعيد رضي الله عنه في إيضاح الإشكال من طريق مصداع بن يحيى، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقرأنيه أبي بن كعب رضي الله عنه كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم {تغرب في عين حمئة} مخففة.
وأخرج ابن جرير من طريق الأعرج قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما يقرؤها {في عين حمئة} ثم قرأها {ذات حمئة}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ: {في عين حمئة} قال كعب رضي الله عنه: ما سمعت أحدًا يقرؤها كما هي في كتاب الله غير ابن عباس، فإنا نجدها في التوراة {تغرب في حمئة سوداء}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر من طريق عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خالفت عمرو بن العاص عند معاوية في {حمئة} وحامية، قرأتها {في عين حمئة} فقال عمرو: {حامية} فسألنا كعبًا فقال: إنها في كتاب الله المنزل تغرب في طينة سوداء.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن حاضر، عن ابن عباس قال: كنا عند معاوية فقرأ: {تغرب في عين حامية} فقلت له: ما نقرؤها إلا {في عين حمئة} فأرسل معاوية إلى كعب فقال: أين تجد الشمس في التوراة تغرب؟ قال: أما العربية فلا علم لي بها، وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين.
وأخرج سعيد بن منصور عن طلحة بن عبيد الله، أنه كان يقرأ: {في عين حامية}. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس {في عين حامية} يقول: حارة.
وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وابن منيع وابو يعلى وابن جرير وابن مردويه، عن عبدالله بن عمرو قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت فقال: «نار الله الحامية، لو ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه، عن أبي ذر قال: «كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار، فرأى الشمس حين غربت فقال: أتدري أين تغرب؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تغرب في عين حامية» غير مهموزة.
وأخرج سعيد بن منصور عن أبي العالية قال: بلغني أن الشمس تغرب في عين، تقذفها العين إلى المشرق.
وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه، عن ابن جريج في قوله: {ووجد عندها قومًا} قال: مدينة لها اثنا عشر ألفا باب، لولا أصوات أهلها لسمع الناس دوي الشمس حين تجب. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن أبي صالح قال: كان يقال: لولا لغط أهل الرومية سمع الناس وجبة الشمس حين تقع. وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال: لولا أصوات الصنافر لسمع وجبة الشمس حين تقع عند غروبها.
{قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {قال أما من ظلم} قال: من أشرك. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {فسوف نعذبه} قال: القتل. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كان عذابه أن يجعلهم في بقر من صفر، ثم توقد تحتهم النار حتى يتقطعوا فيها. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر، عن مسروق رضي الله عنه في قوله: {فله جزاء الحسنى} قال: الحسنى له جزاء. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وسنقول له من أمرنا يسرًا} قال: معروفًا. والله تعالى أعلم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن جريج في قوله: {حتى إذا بلغ مطلع الشمس} الآية. قال: حدثت عن الحسن عن سمرة بن جندب... قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «{لم نجعل لهم من دونها سترًا} أنها لم يبن فيها بناء قط، كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا أسرابًا لهم حتى تزول الشمس».
وأخرج الطيالسي والبزار في أماليه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله: {تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترًا} قال: أرضهم لا تحتمل البناء، فإذا طلعت الشمس تغور في المياه، فإذا غابت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم. ثم قال الحسن: هذا حديث سمرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: ذكر لنا أنهم بأرض لا يثبت لهم فيها شيء، فهم إذا طلعت دخلوا في أسراب حتى إذا زالت الشمس خرجوا إلى حروثهم ومعايشهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل في الآية قال: ليست لهم أكناف، إذا طلعت الشمس طلعت عليهم، ولأحدهم أذنان يفترش واحدة ويلبس الأخرى. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وجدها تطلع على قوم} الآية. قال: يقال لهم الزنج. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: تطلع على قوم حمر قصار، مساكنهم الغيران، فيلقى لهم سمك أكثر معيشتهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {بما لديه خبرًا} قال: علمًا. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {حتى إذا بلغ بين السدين} قال: الجبلين، أرمينية وأذربيجان. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {قومًا لا يكادون يفقهون قولًا} قال: الترك. وأخرج سعيد بن منصور عن تميم بن جذيم، أنه كان يقرأ: {لا يكادون يفقهون قولًا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدالله بن مسعود قال: «أتينا نبي الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهو في قبة آدم له، فخرج إلينا فحمد الله ثم قال: أبشركم أنكم ربع أهل الجنة. فقلنا: نعم يا رسول الله؟ فقال: أبشركم أنكم ثلث أهل الجنة. فقلنا: نعم يا نبي الله؟ قال: والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، إن مثلكم في سائر الأمم كمثل شعرة بيضاء في جنب ثور أسود، أو شعرة سوداء في جنب ثور أبيض، إن بعدكم يأجوج ومأجوج، إن الرجل منهم ليترك بعده من الذرية ألفًا فما زاد، وأن وراءهم ثلاث أمم: منسك وتاويل وتاريس لا يعلم عدتهم إلا الله».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق البكالي، عن عبدالله بن عمر قال: إن الله جزأ الملائكة والإنس والجن عشرة أجزاء، تسعة أجزاء منهم الملائكة، وجزء واحد الجن والإنس. وجزأ الملائكة عشرة أجزاء، تسعة أجزاء منهم الكروبيون الذي يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وجزء واحد لرسالاته ولخزائنه وما يشاء من أمره. وجزأ الإنس والجن عشرة أجزاء، فتسعة منهم الجن، والإنس جزء واحد فلا يولد من الإنس ولد إلا ولد من الجن تسعة. وجزأ الإنس عشرة أجزاء، تسعة منهم يأجوج ومأجوج، وجزء سائر الناس والسماء ذات الحبك. قال: السماء السابعة والحرم بحيالة العرش.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية، أن يأجوج ومأجوج يزيدون على الإنس الضعفين، وأن الجن يزيدون على الإنس الضعفين، وأن يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج.
وأخرج عبد الرزاق ابن أبي حاتم عن قتادة قال: إن الله جزأ الإنس عشرة أجزاء، تسعة منهم يأجوج ومأجوج، وجزء سائر الناس.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: صوّرت الدنيا على خمس صور، على صورة الطير برأسه والصدر والجناحين والذنب، فالمدينة ومكة واليمن الرأس، والصدر مصر والشام، والجناح الأيمن العراق، وخلف العراق أمة يقال لها واق، وخلف واق أمة يقال وقواق، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله تعالى. والجناح الأيسر السند وخلف السند الهند، وخلف الهند أمة يقال لها ناسك، وخلف ذلك أمة يقال لها منسك، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله تعالى. والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس، وشر ما في الطير الذنب.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبدة بن أبي لبابة، أن الدنيا سبعة أقاليم: فيأجوج ومأجوج في ستة أقاليم، وسائر الناس في إقليم واحد.
وأخرج ابن جرير عن وهب بن جابر الحيواني قال: سألت عبدالله بن عمرو عن يأجوج ومأجوج: أمن آدم هم؟ قال: نعم، ومن بعدهم ثلاث أمم لا يعلم عددهم إلا الله، تاويل وتاريس ومنسك.
وأخرج ابن جرير عن عبدالله بن عمرو قال: يأجوج ومأجوج لهم أنهار يلقون ما شاؤوا، ونساء يجامعون ما شاؤوا، وشجر يلقحون ما شاؤوا، ولا يموت رجل إلا ترك من ذريته ألفًا فصاعدًا.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ، عن حسان بن عطية قال: يأجوج ومأجوج أمتان، في كل أمة أربعمائة ألف أمة لا تشبه واحدة منهم الأخرى، ولا يموت الرجل منهم حتى ينظر في مائة عين من ولده.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن كعب قال: خلق يأجوج ومأجوج ثلاث أصناف، صنف أجسامهم كالأرز، وصنف أربعة أذرع طول وأربعة أذرع عرض، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى يأكلون مشائم نسائهم.
وأخرج ابن المنذر عن خالد الأشج قال: إن بني آدم وبني إبليس ثلاثة أثلاث: فثلثان بنو إبليس وثلث بنو آدم، وبنو آدم ثلاثة أثلاث: ثلثان يأجوج ومأجوج، وثلث سائر الناس. والناس بعد ثلاث أثلاث، ثلث الأندلس وثلث الحبشة وثلث سائر الناس العرب والعجم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة، فسد ذو القرنين على إحدى وعشرين قبيلة وترك قبيلة، وهم الأتراك.
وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب، أنه سئل عن الترك فقال: هم سيارة ليس لهم أصل، هم من يأجوج ومأجوج، لكنهم خرجوا يغيرون على الناس فجاء ذو القرنين فسدّ بينهم وبين قومهم، فذهبوا سيارة في الأرض.
وأخرج ابن المنذر عن حسان بن عطية قال: إن يأجوج ومأجوج خمس وعشرون أمة، ليس منها أمة تشبه الأخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي المثنى الأملوكي قال: إن الله ذرأ لجهنم يأجوج ومأجوج، لم يكن فيهم صديق قط ولا يكون أبدًا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة عن عبدالله بن سلام قال: ما مات رجل من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذرية لصلبه فصاعدًا. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن يأجوج ومأجوج شبر وشبران، وأطوالهم ثلاثة أشبار وهم من ولد آدم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي في البعث وابن مردويه وابن عساكر، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفًا فصاعدًا، وإن من ورائهم ثلاث أمم: تاويل وتاريس ومنسك».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال: الجن والإنس عشرة أجزاء، فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزء واحد سائر الناس. وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق عمرو بن أوس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤوا، وشجر يلقحون ما شاؤوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفًا فصاعدًا».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عدي وابن عساكر وابن النجار، عن حذيفة قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج فقال: يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة بأربعمائة أمة... لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه، كل قد حمل السلاح. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: هم ثلاثة أصناف، صنف منهم أمثال الأرز. قلت: وما الأرز؟ قال: شجر بالشام، طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هؤلاء الذين لا يقوم لهم ولا حديد، وصنف منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية».
وأخرج نعيم بن حماد في الفتن وابن مردويه بسند واه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثني الله ليلة أسري بي إلى يأجوج ومأجوج، فدعوتهم إلى دين الله وعبادته فأبوا أن يجيبوني، فهم في النار مع من عصى من ولد آدم وولد إبليس».